GFTN وبنك قطر للتنمية لتأسيس مركز عالمي للتكنولوجيا المالية في الدوحة

الدوحة، قطر – دخلت شبكة التمويل والتكنولوجيا العالمية (GFTN) وبنك قطر للتنمية (QDB)، ممثلة بمركز قطر للتكنولوجيا المالية (QFTH)، في شراكة استراتيجية لإنشاء مركز عالمي للتميز (CoE) في مجال التمويل والتكنولوجيا ومنتدى سنوي في الدوحة. تهدف هذه الشراكة إلى تعزيز الممر المالي بين الشرق الأوسط وآسيا وتعميق الروابط مع منظومة التكنولوجيا المالية في سنغافورة.

الخلفية: منظومتان، ممر واحد

شبكة التمويل والتكنولوجيا العالمية (GFTN) هي منصة عالمية غير ربحية، أنشأتها سلطة النقد في سنغافورة (MAS) لتوسيع منظومة التكنولوجيا المالية في سنغافورة على المستوى الدولي. تركز على أربعة مجالات رئيسية: عقد منتديات التكنولوجيا المالية العالمية، تقديم الاستشارات والأبحاث، بناء منصات رقمية للشركات الصغيرة والمتوسطة، وتحفيز رأس المال للمشاريع المدفوعة بالتكنولوجيا.

بنك قطر للتنمية هو مؤسسة تمويل تنموية مدعومة من الدولة مكلفة بدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال والابتكار في قطر. أطلق بنك قطر للتنمية مركز قطر للتكنولوجيا المالية (QFTH) بدعم من مصرف قطر المركزي، كمنصة مخصصة لتنمية منظومة التكنولوجيا المالية المحلية وجذب المبتكرين الدوليين. ساعدت برامج QFTH في رعاية عشرات الشركات الناشئة التي تبلغ قيمتها المجمعة مئات الملايين من الدولارات، وهي أداة أساسية في استراتيجية قطر الوطنية للتكنولوجيا المالية.

تضع الشراكة الجديدة الدوحة كنقطة مركزية في شبكة GFTN العالمية، التي تربط بالفعل أصحاب المصلحة في أكثر من 100 سوق، بما في ذلك الجهات التنظيمية والمستثمرين والمبتكرين.

نطاق الشراكة الاستراتيجية

وقع مذكرة التفاهم (MoU) كل من الرئيس التنفيذي لبنك قطر للتنمية ورئيس مجلس إدارة QFTH عبد الرحمن هشام السويدي والرئيس التنفيذي لمجموعة GFTN سوبنندو موهانتي على هامش مهرجان سنغافورة للتكنولوجيا المالية، والتي تؤسس إطارًا طويل الأمد للتعاون في:

• الريادة الفكرية العالمية وتبادل الأفكار حول مستقبل التمويل والتكنولوجيا
• الابتكار في السياسات والتعاون التنظيمي عبر الأسواق الناشئة
  
• تمكين المنظومة، بما في ذلك دعم الشركات الناشئة والوصول إلى الأسواق عبر الحدود
  
• بناء القدرات من خلال التدريب وبرامج القيادة ونقل المعرفة

ستكون هذه التحالف ركيزة أساسية لأجندة قطر الوطنية في مجال التكنولوجيا المالية والابتكار، متماشية مع الخطة الاستراتيجية الثالثة للقطاع المالي واستراتيجية قطر للتكنولوجيا المالية التي يقودها مصرف قطر المركزي، بالإضافة إلى رؤية قطر الوطنية 2030 وأهداف التنويع الاقتصادي.

منتدى قطر: منصة عالمية سنوية للتكنولوجيا المالية في الدوحة

كجزء من الاتفاق، ستطلق GFTN وبنك قطر للتنمية وQFTH منتدى قطر السنوي في الدوحة. سيكون الحدث متكاملاً بشكل وثيق مع منصات GFTN العالمية القائمة، بما في ذلك مهرجان سنغافورة للتكنولوجيا المالية والمنتديات الدولية ذات الصلة، لضمان استمرارية النقاشات وتدفق الصفقات على مدار العام.

من المتوقع أن:

• يجمع صانعي السياسات والبنوك المركزية والجهات التنظيمية والمؤسسات المالية والمستثمرين والشركات الناشئة والأكاديميين من خمس قارات
• يركز على موضوعات مثل البنية التحتية الرقمية العامة، الشمول المالي، التمويل المستدام، الابتكار في المدفوعات والخدمات المالية المدعومة بالذكاء الاصطناعي
• يوفر منصة منظمة للتجارب عبر الحدود، وفرص الاستثمار المشترك، والشراكات الثنائية أو متعددة الأطراف

اختيار الدوحة كمقر للمنتدى يعكس بروزها كواحدة من أسرع مراكز الابتكار والتكنولوجيا المالية نموًا في المنطقة، مدعومة ببنية تحتية مالية متقدمة، وبيئة تنظيمية متقدمة بشكل متزايد، ومنظومة ناشئة ناضجة.

مركز التميز للسياسات والقدرات والابتكار في الدوحة

العنصر الرئيسي الثاني في الشراكة هو إنشاء مركز تميز في الدوحة للسياسات والقدرات والابتكار في مجال التمويل والتكنولوجيا.

وفقًا لمخطط الشركاء، سيقوم المركز بـ:

• تقديم أبحاث ورؤى استراتيجية حول التقنيات التحويلية التي تشكل الأسواق المالية من أفريقيا وآسيا الوسطى إلى دول مجلس التعاون الخليجي، مع العمل كجسر إلى آسيا والأمريكيتين
• ربط الجهات التنظيمية والمشرفين والمشاركين في السوق لدعم أطر تنظيمية أكثر تناغمًا وشمولية وتطلعية
• تصميم وتنفيذ برامج بناء القدرات، بما في ذلك أكاديميات القيادة، مختبرات السياسات، ورش العمل التقنية وفرص الإعارة
• يعمل كمركز إقليمي للتجارب حول موضوعات مثل الأصول الرقمية، التمويل المفتوح، التكنولوجيا التنظيمية (RegTech)، التكنولوجيا الإشرافية (SupTech)، التكنولوجيا المالية الإسلامية وأدوات تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة

من خلال ترسيخ هذا المركز في الدوحة، يهدف بنك قطر للتنمية وGFTN إلى إنشاء منصة تربط رأس المال والسياسة والتكنولوجيا مع المواهب المحلية والإقليمية، مما يجعل قطر نقطة مرجعية للتعاون التنظيمي والابتكار التطبيقي في الأسواق الناشئة.

التوافق مع الاستراتيجيات الوطنية لقطر

ترتبط الشراكة ارتباطًا وثيقًا بعدة استراتيجيات وطنية وقطاعية:

• الخطة الاستراتيجية الثالثة للقطاع المالي– التي تؤكد على تطوير نظام مالي تنافسي يقوده الابتكار وقاعدة تمويل أكثر تنوعًا للشركات الصغيرة والمتوسطة وقطاعات الاقتصاد الجديد.
• استراتيجية قطر للتكنولوجيا المالية– التي يقودها مصرف قطر المركزي وتُنفذ من خلال مبادرات مثل QFTH، أطر الصندوق الرملي، وصناديق الاستثمار المستهدفة.
• رؤية قطر الوطنية 2030– لا سيما الركائز المتعلقة بالتنويع الاقتصادي، تطوير رأس المال البشري، والنمو القائم على المعرفة.

في هذا السياق، صُممت شراكة GFTN–QDB لتكمل البنية التحتية القائمة بدلاً من تكرارها، من خلال توفير قنوات دولية جديدة لتبادل المعرفة، الاستثمار والوصول إلى الأسواق.

تعميق ممر التكنولوجيا المالية بين الشرق الأوسط وآسيا

تعزز الاتفاقية أيضًا الروابط بين قطر وسنغافورة، اللتين وضعا التكنولوجيا المالية كرافعة استراتيجية للتنافسية والربط عبر الحدود. تلعب GFTN، التي تطورت من مبادرة Elevandi السابقة لسلطة النقد في سنغافورة، دورًا مركزيًا في جمع الفاعلين العالميين حول المنتديات الكبرى في سنغافورة واستخدامها كنقاط انطلاق للتعاون.

من خلال دمج الدوحة في هذه الشبكة عبر منتدى قطر ومركز التميز، تهدف الشراكة إلى:

• زيادة تدفقات الاستثمار الثنائية بين الشرق الأوسط وآسيا في مجال التكنولوجيا المالية والبنية التحتية الرقمية
• تسهيل التطوير المشترك وتوسيع الحلول التي تركز على الشمول، تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة، التكنولوجيا التنظيمية والتمويل الأخضر
• وضع قطر كقاعدة مفضلة لشركات التكنولوجيا المالية العالمية التي تسعى لخدمة دول مجلس التعاون الخليجي، منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والأسواق الناشئة المجاورة

التطلعات

مع توقيع مذكرة التفاهم الآن، من المتوقع أن تنتقل GFTN وبنك قطر للتنمية إلى تخطيط التنفيذ للنسخة الأولى من منتدى قطر والبرامج الأولية لمركز التميز في الدوحة.

إذا نُفذ كما هو مخطط، من المتوقع أن تعزز هذه الشراكة دور قطر كمركز دولي للتكنولوجيا المالية، مع منح GFTN قاعدة استراتيجية في الخليج لتعزيز مهمتها في بناء أنظمة مالية أكثر مرونة وكفاءة وشمولية على مستوى العالم.